مواضيع الاسبوع

علوم التصحيح في اللغة دكتور احمد كروم

اللسانيات البنيوية


تتميز اللسانيات البنيوية بالبحث عن القواعد والقوانين اللغوية التامة , كالنحو والمنطق الآلة التي تقاس عليه اللغة الموحدة الجديدة, والبحث عن القوانين العامة واللغوية, ويتخلص موضوع اللسانيات في بعض المفاهيم: كاللغة _اللسان_والكلام.ويعتبر سوسير من بين أهم اللسانيين البنيويين الدين أعادوا تنظيم دراسة اللغة وفق تصور جديد غير به النماذج السابقة عليه بحيث خلق دراسة لغوية وفق تصور جديد بنظرية متما سكة صاغت موضوع هدا العلم ومنهجه.
وقد تمثل هدا الأنموذج السويسري في المحايثة والنسقية, بحيث حدد  في الأهداف العامة للسانيات ونظرية البحث العلمي ومنهجه اعتمادا على مبادئ بدت, آنذاك, صالحة ومقبولة في عمومها, إلى أن شكلت الثورة العلمية عند مقارنتها بما كانت عليه قبله.فقد اتسمت لسانيات القرن التاسع عشر بتفسير تاريخي للوقائع اللسانية وتفسير مقارن لها, والمقارنة من شأنها أن توفر للدارس مواد لتأريخ الألسنة, وتكشف عن فعل القوانين التي أمدت الألسنة ذات الأحد الواحد بأشكال مختلفة بحيث أصبح اللسان جهازا عضويا لا فائدة ترجى منه ماعدا كونه وسيطا يمكن الدارس من  العودة إلى الأصل. فانطلاقا من هدا الأمر أدت نظرية سوسير إلى تخلص اللسانيات من النظرة اللاهوتية الميتافيزيقية التي طالما تحكمت في البحث عن أصل الألسنة وتعويضها بالبحث العلمي المعتمد على الملاحظة والاختيار, وكذلك الحكم عليها بأنها تكون مقارنة وتاريخية لا غير. من هنا قام سوسير بإعادة بناء اللسانيات بناءا اعتباطيا ومنه فإن هوية الألسنة المعاصرة تتحدد بأصولها .
وإذا كان سوسير قد أحدث قطيعة ابستمولوجية مع التراث اللغوي السابق فإنها تكون جوهرية,وبدلك يكون هدا الأخير نتاجا لتراث فكري لساني سابق لا يمكن اختزاله في اللسانيات المقارنة وحدها . إذ أن الصورة التي رسمها عن تاريخ اللسانيات تستهدف تطوير دراسة اللغة بما في دلك رفض لما اكتنفه من سمات غير علمية ومن تحويل للمفاهيم لأن الأمر يستوجب إعادة النظر في تحديد العالم اللساني , وإنما كان عودة تقويمية تتوخى بناء الماضي اعتمادا على المشاكل النظرية والمنهجية التي يطرحها حاضر هدا العلم. يجدر  بنا في هدا السياق , القول إن تعريفه للسانيات قد ارتكز على هدا المنطلق النقدي بما  يعنيه دلك من استيعاب للفكر اللغوي السابق وتجاوز له في نفس الوقت.ولا ننسى أن ماضي اللسانيات تشكل في نظرة حولت  وقائع اللسان ومر بمراحل ثلاث متعاقبة والتي تمثلت في : النحو_الفيلولوجيا أي النحو المقارن أو الفيلولوجيا المقارنة.
ويسمح لنا هدا التأريخ الذي بسطه سوسير بالوقوف على الخلاصات التالية:
1.     أن اللسانيات ليست النحو المقارن لأن الموضوعات التي تشتمل عليها أشمل وأعم من المقابلات التي ليست سوى مظهر من مظاهر الظاهرة اللسانية.
2.     أن موضوع اللسانيات لا يوفق موضوعات العلوم الطبيعية.
3.     أن اللسانيات لا تضع نفسها ضمن زمن غير محدود ولا نهائي وتسعى إلى تحديد الشيء ومعالجته ضمن إطار زمني محدد ومحدود.
4.     أن النحو المقارن نوع من اللسانيات يدرس اللسان من وجهة نظر تاريخية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق