مواضيع الاسبوع

علوم التصحيح في اللغة دكتور احمد كروم

11.1.14

إصدار جديد بالإنجليزية للباحث اللغوي المغربي عبد القادر الفاسي الفهري

صدر مؤخرا عن دار النشر جون بنجامنز  John Benjamins بأمستردام العريقة والذائعة الصيت مؤلف جديد باللغة الإنجليزية للباحث اللغوي المغربي عبد القادر الفاسي الفهري يحمل عنوان: "السمات والوسائط المفاتيح في نحو اللغة العربية" Key Features and Parameters in Arabic Grammar. يقع الكتاب في358  صفحة، بالإضافة إلى 20 صفحة تتضمن التصدير.
ونظرا لأهمية الكتاب وتمكنه بحثا ومنهجا، فقد أبى رائد اللغويات المعروف نعام شومسكي إلا أن يصدره بتنويه وإشادة بجديته وعمق تحليله، فذهب إلى أن "هذه الدراسة الرائعة مساهمة كبرى في اللسانيات العربية واللسانيات العامة النظرية، وهي متجذرة في العلم الممتد من التراث اللغوي العربي الغني إلى الأسئلة الطليعية للبحث الحالي. فالمؤلف يقدم تحاليل دقيقة ودامغة للسمات المركزية للغات السامية، ويموقعها في إطار مقارن ملهم، ويطور أفكارا جديدة جذابة في الدلالة والتركيب لها نتائج واسعة ثاقبة. إنه إنجاز هام جدا يستحق الترحيب".
يبحث الكتاب في السمات والوسائط المفاتيح في اللغة العربية في ضوء البرنامج الأدنوي للنظرية التوليدية minimalist)) وفي إطار نظرية الوسائط المقارنة المتعلقة بالتنوع اللغوي (parametric theory).
ويتضمن الكتاب ثلاثة أبواب، كل واحد منها يحتوي فصولا عديدة. الباب الأول ينكب على دراسة الوجائه الصرفية التركيبية والدلالية، الزمنية (temporality)، والجهية (aspectuality)، والحدثية (actionality)، بما في ذلك الالتباس بين الماضي والمكتمل (Perfect) والتام (Perfective)، وتجانس الصرف الزمني التركيبي، وتضام تأويل ظرف الزمن، وتأويلية عدد الفعل باعتباره متعدد حدثيا. وقد تم تخصيص الباب الثاني لهندسة الأسماء، وسلوك الأسماء العارية باعتبارها نكرات فعلية، والتفريع الثنائي إلى كتلة ومعدود، والترتيب في صورة المرآة للصفات المتسلسلة، ونقل الاسم إلى الحد في تراكيب الملكية وأسماء الأعلام، والمنادى المفرَّد. ويفحص الباب الثالث دور المركب المصدري في ارتباط بالزمن والفضاء، وولوج القراءة المزدوجة (في اللغات ذات القراءة المزدوجة (DAR)، وسلسلة الزمن (SOT)، والمقولات الضميرية الصامتة في اللغات ذات الفاعل الفارغ والضمير العائد والجنسي، وتأويلية الصُّرفة (interpretability of inflection). وقد تم عرض الوسائط الدلالية والصورية على نحو منظم داخل نموذج مزيج للوسائط المتعلقة بالتنوع اللغوي.
فالكتاب عمل دقيق للمختصين في علوم العربية وعلوم اللسان، وهو ثمرة عمل دؤوب في البحث اللساني العربي والمقارن امتد في أكثر من ربع قرن، بحثا وتدريسا وتأليفا وتأطيرا، يخوض فيه المؤلف في قضايا شائكة وصعبة في البحث اللساني التحديثي. وإذا كان البحث يعالج أبوابا نحوية دقيقة في اللغة العربية، فهو ينخرط في النقاش العام حول خصائص اللغات الطبيعية، ويموقع اللغة العربية في قلب النقاش اللغوي العالمي، بما في ذلك خصائص اللغات وقواعدها، وبنائها الهندسي، الخ. وهو يغني ويطور النظرية اللسانية التوليدية في مشروع علمي ملتزم، ومشروع لغوي يتمثل في إقامة نحو عربي جديد وجذاب، بجرأة منهجية وتحليلية نادرة، مما يضيف هذا العمل إلى اللبنات الأساسية في صرح الثقافة اللسانية العربية التي رادها الأستاذ الفاسي، وأراد لها أن تكون علمية وجديدة بعمقها وأصالتها.

الكتاب موجه بالأساس إلى الطلبة والباحثين ومدرسي اللغة العربية واللغات السامية، والمهتمين باللسانيات المقارنة والتنميطية واللسانيات العامة. وباعتباره من أهم الكتب الصادرة حول اللسانيات العربية واللسانيات المقارنة العامة،  فإن ترجمته إلى اللغة في القريب العاجل أمر ملح وحيوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق